أيها العقل البالى
انظر
من تخاطبه
أعرف قدره
أعرف مكانته
أعرف حجمه
لا تكن احمقا
لاتتسرع فى التخيل
لانى اعرف
بل وواثق
انك عاجز
عاجز
عن ماذا
تريد انت تعرف
انت عاجز عقليا
وجسديا
ومعنويا
اعرف قدرك
وقدر خالقك
انا لا
استطيع التخيل
ايضا
ولكن
دعنا نتخيل
معا
يمكن
نصل
لصورة مبسطه
يستطيع هذا العقل العقيم تصورها
الذى لا يملك ذرة ابداع حقيقية
نعم
انه عاجز ..مكتوف الايدى...معصب العينين...موثوق الرجلين
وفوق كل هذا
فهو
اهوج
نحن البشر
لا نملك مخيله حقيقيه
نحن فعلا لا شئ
ومن يعرف قدره جيدا وبكل صدق
سوف يعرف قدر الله
خالقك وخالقنى
رازقك ورازقنى
حتى عن وصفه هذا
يجب ان اتوقف ولا اكثر
من وصفه
ولو حاولت جاهدا راجيا
ان اصل لصورة يرتاح لها قلبى
ولكن قلبى يملك عقلى
وعقلى لا يملك تلك القدرة
فعجز العقل
وخاب رجاء القلب
وهذا بالنسبة
لى
ولك
ولسائر البشر
ونتيجه هذا العجز
اختلفت الاهواء والرغبات
فصرنا نفكر على مزاجنا
كلنا دون استثناء عجزنا
عن اعطاء صورة حقيقية
فمنا من وقف واجما وخائفا
ومنا وقف راجيا ومتأملا
ومنا من ظل يبكى تضرعا
يرجوا ربه ان يسامحه على عجزه
ومنا من اتبع هواه
وصار امره فرطا
لانه لايعلم
وحتى من يقدر الله حق قدره
فهو لا يعرفه حق المعرفة
كل يوم
نقف عاجزين
وانا
اولكم
لذا هيا بنا جميعا نرسم صورة
ولكن لى رجاء
ان تحالوا معىلا تيأسوا
لاننا فى اخر الامر لن نفهم شيئا
لانى كما ذكرت اداة عاجزة وهو القلب فى سيطرة مضغة تائهة وهى القلب
من يعرف حلقه من الحديد
نتخيلها معا
مثلا مثل الخاتم
حسنا مثلا الاسورة
حسنا اكبر
تزن رطلا
او كيلو
او رطلا
فلن يفرق هذا
ارايتم الان لم ابدا بالوصف بعد ومنكم من لا يقر ان سيتوعب هذا
كيف يكون الخاتم الذى وزنه رطلا مساويا لخاتم وزنه طنا
هذا هو عجز العقل البشرى
الان هل رايت نفسك عاجزا
لا تغضب
ولكن ابتسم لانك عاجز
وياله من فخر حين تعرف انك عاجزا
لان العاجز يحتاج من يعوله
ومن يتخذ عائلا فالاولى ان يتخذ الله
ومن يتخذ غير الله عائلا
ليس علينا إلا ان ندعوا الله ان يعولهما على التخيل
نرجع مجددا
إالى حلقة تزن جبلا
نعم جبلا
لا يهم الفرق الان بين الخاتم والجبل فهم سيان
بالنسبة للاتى
ما هو الاتى
فانقول اولا ماهى
هى صحراء شـــــــــاســــعــــة مترامية الاطراف
لو وقفت بأولها لن تدرك اخرها لانك عاجز
فتلك الصحراء لن يفرق معها خاتم او جبل
اتعرفون هذه النسبة
ما يعادلها فى عالم الواقع
نسبة الحلقة
إالى الصحراء
كنسبة الارض بمياهها ومحيطاتها وصحرائها وغاباتها
إلى
السمــــــــــــــاء الأولى (الدنيا)؟
.
.
.
نقطة فى صفحة لا ترى اخرها
والسماء الدنيا بالنسبة للسماء الثانية كنفس النسبة السابقة
والثالثة للرابعة مثل مثيلتها السابقة
والرابعة للخامسة لن تفرق عن من دونهما
والخامسة للسادسة كنفس النسبة
والسادسة للسابعة...أظنكم تعرفون
والان
نحن فى السماء السابعة تخيل حجمها ايها العاجز
لا تحاول واعرف قدر نقسك لانك لن تستطيع حتى التفكير فى تخيل مالم يستطع من هو ارفع منك قدرا تخيله
والسماء السابعة بالنسبة للكرسى
ايضا نفس النسبة
لا تيأس من عدم قدرتك على التخيل لانك لن تتخيل ابدا سواء
يأست
أو لم
تيأس
ونسبة الكرسي للعرش كنفس النسبة
ياربى
سوف يخرج راسى من مكانه
وسوف يتخبط قلبى من جدران سجنه
نعم
أذا كان العبد وهو العقل اسيرا وهو الاداة الوحيده للقلب
فما حال سيده
انظر الى قول الله
يحمل عرش ربك يومئذ ثمانية
لا
لا تتسرع فى التخيل
لانك فى هذه المنطقة انت عاجز
ليس اى ثمانية
الواحذ منهم من بين شحمه اذنه إالى كتفه مسيرة خمسمائة عام
نعم 500 عام
وهذه المسافة فى الانسان
لا تتجاوز 20 سنتيمترا
وهذا هو حال الثمانية
ولكن انتظر
فى الواقع
ليس هم من يحملوا العرش
بل
العرش هو الذى يحملهم
هيا
اين دموعك
اترك دموعك تأخذ مجراها لا تمسكها
هذا هو الحل الوحيذ للعجز
أبكى
ثم
أبكى
ثم
أبكى
حتى تموت باكيا
والذى نفسى بيده لو مات كل اهل الارض بكااء
من الله
لن يوفيه هذا قدره
ولكن رحمه الله سعت كل شئ
هيا ابكى على مافاتك
ابكى على جهلك
ابكى على قلبك السجين
وابكى على عقلك الاسير
وابكى على نفسك التى لم تتخيل من قبل
حتى تدرك مدى حقارتها
فالنفس وضيعه
يقول الله
وسع كرسيه السماوات والارض ولا يؤده حفظهما وهو العلى العظيم
قبل ان انهى هذه الرسالة
لى رجائان
اولهما ان تبكى او على الاقل تفيض عيناك مهابه لله
وثانيهما اقول لك عقل يقرأ هذه الرسالة
قف أيها العقل عند منتهاك
العاجز/محمد عبد الرؤوف